خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

بين المجاملة والنفاق

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار يختلط على بعض الناس العلاقة بين المجاملة والنفاق، وقد يبدو الأمران متقاربين لأنّ بينهما عناصر مشتركة كاللين وبشاشة الوجه والتقرّب من طرف آخر قد يكون مسؤولاً أو غير مسؤول، ولكن إلى جانب تشابههما في بعض العناصر المشتركة إلاّ أنّهما يبتعدان ويفترقان كثيراً عن بعضهما في عناصر أخرى، وهذه العناصر هي التي تجعل من المجاملة أمراً مقبولاً وتجعل من النفاق أمراً مكروهاً، فالمجاملة مرغوبة ما لم تشجع على فساد أو ظلم وتسكت عن حقّ، وهي تعني في بنائها الصرفي المشاركة في عمل الجميل أو قوله، وبمعنى آخر هي ردّ على الجميل بالجميل وعلى اللطف باللطف وعلى عمل الخير بعمل الخير.

أمّا عمل الجميل مع من لا يصنع معروفاً أو لم يقدم جميلاً، فهو لطفٌ في غير محلّه. ومن معاني المجاملة التعامل بالرفق واللين والأدب مع من يستحقّه، وقد أوصى الإسلام بالرفق. قال تعالى (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « إنّ الرفق لا يكون في شيء إلاّ زانه ولا ينزع من شيء إلاّ شانه»، فالمجاملة يمكن أن تكسب بها صديقاً أو حليفاً أو نصيراً، ويمكن أن تخفّف غضباً أو شحناء أو عداوةً، ويمكن أن تعقد مصالحة، أو تحترم بها من يستحق الاحترام وتقدّر قدره، أو غير ذلك –ممّا يحقّق مصلحة عامّة أو خاصّة ولا يلحق ضرراً بأحد، وتخلو المجاملة في العادة من الكذب أو المبالغة أو التنازل عن الحقوق أو التفريط بحقوق الآخرين أو إلحاق الضرر بأيّ أحد أو مخادعة المخاطب أو غشّه.

أمّا النفاق فلا يسعى صاحبه إلاّ إلى مصالحه الشخصية، معتمداً الكذب والمبالغة والتهويل والخداع ومدح الشخص بما ليس فيه أو تنزيهه عما هو فيه، ولا يتورّع عن إلحاق أكبر الضرر بأشخاص آخرين أو بالمجتمع والوطن من أجل مصلحة صغيرة ورخيصة.

إنّه يستخدم كلاماً معسولاً، ولكنّه غير صادق، ويظهر وجهاً بشوشاً، ولكنها بشاشة مصطنعة، ويظهر حرصه على من يخاطبه، وهو في الواقع يسعى إلى مصلحته الشخصية، وربما يكون ذكياً في وسائل إقناعه، ومؤثراً في إلحاحه.

والفرق بين المجامل والمنافق، أنّ الأوّل يظهر صدقه ولو بعد حين، وأمّا المنافق فيظهر كذبه ونفاقه بعد أن تتحقق أهدافه، ولا تعود له مصلحة عند من نافق له.

والمجامل يظلّ صديقاً مخلصاً لمن جامله، أمّا المنافق فيخلع من ادّعى صداقته له بعد أن يخرج من وظيفته ويبتعد عن كرسيّه.

وعلى ذلك فإنّ الإفراط في مجاملة من لا يستحقّ المجاملة ربّما يدخل صاحبه في شبهة النفاق، ولذلك لا بدّ من مراعاة معيارين دقيقين هما: مدى صدق المتحدث ومدى قابليّة المتلقي للتأثّر بما يسمع، فإنهما المعياران الفاصلان بين المجاملة والنفاق.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF